عيد الأضحى في المغرب.. استعدادات مكثفة وسط جدل الإلغاء

بدأ العديد من الفلاحين ومربي الماشية في المغرب عملية تسمين الأغنام استعدادًا لعيد الأضحى، وذلك بعد تأكيد وزارة الفلاحة استمرار الاحتفال بهذه المناسبة، رغم انتشار إشاعات حول إمكانية إلغائها. وقد عززت هذه العملية من حركية الأسواق والمنافسة بين المربين لاقتناء الخراف المناسبة لتسمينها وعرضها للبيع خلال العيد المرتقب في يونيو المقبل.

وتُعد عملية تسمين الخراف أحد الأنشطة الفلاحية الأساسية التي يقوم بها مربو الماشية بهدف تحقيق أرباح أعلى وتحسين جودة الأضاحي. ويشبه البعض هذه العملية بـ"الصناعة المتكاملة"، حيث يتم تحويل الأعلاف إلى لحوم خلال فترة تتراوح بين ثلاثة وأربعة أشهر. وتأتي هذه الجهود في إطار السعي لضمان توفر الأضاحي بكميات كافية وجودة مناسبة، مما يساهم في استقرار الأسواق عشية العيد.

وفي ظل الجدل الذي أثير حول إمكانية إلغاء عيد الأضحى، شدد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، على أن وزارته ليست مسؤولة عن مثل هذا القرار، موضحًا أن دورها يقتصر على الإنتاج والتوزيع، فيما القرارات الأخرى تعود لجهات معنية أخرى. كما أكد أن الحكومة تعمل على ضمان احتفال المغاربة بالعيد في ظروف طبيعية تراعي القدرة الشرائية للمواطنين.

من جهته، حذر مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة، من تداول أخبار حول إلغاء العيد، مؤكدًا أن الحكومة تتخذ التدابير اللازمة لضمان توفر الأضاحي بأسعار مناسبة، عبر دراسة حلول لدعم القطاع الفلاحي وتعزيز الإنتاج المحلي.

ومع تسجيل تراجع بنسبة 38% في أعداد القطيع الوطني، وفقًا للإحصائيات الرسمية، تعمل الحكومة على تنويع مصادر استيراد الماشية لمواجهة ارتفاع الأسعار وضمان توازن العرض والطلب. وفي هذا الإطار، تم مؤخرًا فتح باب استيراد الأغنام من أستراليا، التي تتميز خرافها بجودتها العالية، نظرًا لخلوها من الأمراض ورعيها في مروج طبيعية، إضافة إلى تكلفتها المنخفضة مقارنة بالأسعار في أوروبا والمغرب.

وفي إطار جهود تنظيم قطاع الأضاحي، يستعد المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا) لإطلاق حملة ترقيم الأغنام والماعز المخصصة لعيد الأضحى 2025 (1446هـ). وكما جرت العادة، سيتم وضع حلقة صفراء تحمل رقمًا تسلسليًا لكل أضحية، مع عبارة "عيد الأضحى"، لضمان تتبع عمليات البيع والجودة.